عرض المقال
المرأة المصرية بين عادل ومناسب
2013-11-22 الجمعه
طلبت المرأة من لجنة الخمسين تمثيلاً عادلاً فانزعجت لجنة الخمسين من كلمة «عادل» وقررت أن كلمة «مناسب» أفضل منها! والقضية فى الحقيقة ليست مسألة أفضل ولكنها الكلمة التى من الممكن أن يقبلها أو يعديها أو يمررها أو يطنشها حزب النور ومعه للأسف ممثل الأزهر! لسان حال لجنة الخمسين يقول: يا عيب الشوم وياللعار «ستات وعدل ما يركبش وما يحكمش»!! بالطبع العدل مع الستات جريمة، العدل مع المرأة كارثة، العدل مع تاء التأنيث مصيبة، الإسلام كرّم المرأة، ولكن السؤال: هل كرمها المسلمون؟ ماذا فعلوا معها وبها؟ ما زالوا مستكترين عليها ومعها كلمة وصفة العدل! ما زلنا فى مصر ونحن فى القرن الحادى والعشرين نجد امرأة لا تأخذ ميراثها فى الأرض الزراعية بعرف اجتماعى أقوى من الدين، ما زلنا نجد طالبة طب مجتهدة لا تُعيَّن فى قسم جراحة لأنها تحمل عار تاء التأنيث وبتواطؤ من أساتذة ذكور يخافون من أن تخدش فحولتهن، ما زلنا نجد مرمطة كرامة من رجل مدمن مخدرات لزوجته الشغالة الشقيانة؛ هو يجلس فى البيت يشخر ويملأ كرشه وهى تدور كالنحلة فى البيوت أو على الأرصفة أو فى الأسواق تخدم أو تبيع أو تعمل فى مصنع أو حتى ورشة، هذه النوعية من الأسر التى تصرف عليها سيدة تمثل حوالى 20% وبعدها نستكثر عليها كلمة العدل! ما زالت فى مصر خيانة الزوج لزوجته زلة عابرة وسقطة بحسن نية وطفاسة وتعدى ونزوة وتمر أما خيانة الزوجة فيُراق على جوانبها الدم برغم أن الاثنتين خيانة! حتى مفهوم الشرف مختلف؛ أُول سايز عند الرجل وثقب إبرة لدى المرأة، حتى المتعة الحلال مباحة حتى سقف السماء بلا حدود وتُستخدم لإشعالها أطنان من المشهيات والمنشطات، أما بالنسبة للمرأة فالختان هو الحل لبتر هذه المتعة الملعونة!! يا حزب النور، ويا ممثل الأزهر، ويا مؤسسة الأزهر، قبل أن نتحدث عن تكريم المرأة ووضع المرأة لا بد من أن تتصدوا لتفسير النصوص المتعلقة بالمرأة وتنوير الناس بظروفها ومعانيها ومدى صحتها، فالكتب التى تدرس فى الأزهر والكتب التى تباع فى المكتبات وبرامج التليفزيون التى تغسل عقول الناس تردد وتستغل نصوصاً كثيرة ضد المرأة مما أدى إلى خلق ثقافة تسوّغ وتبرر وتمرر العنف ضد المرأة وتجعل لجنة الخمسين منزعجة من كلمة «عادل» مفضّلة عليها «مناسب»، وهذه النصوص الدينية الفقهية للأسف يتعامل معها العقل الجمعى دون النظر إلى تفسيراتها ومدى صحتها فهذا العقل المجتمعى الذكورى «مابيصدق» أن يجد ما يساند تسلطه الذكورى ويبرر دونيتها الأنثوية ويحولها إلى ثقافة مجتمع، وابقى قابلنى لو تغيرت واقتنع رجل بتفسير مخالف لها، فهذا العقل الجمعى ينشرح وتنفرج أساريره حين يعرف أن المرأة شيطان حين تروح وتجىء وأن عطرها حالة زنا وأنها لو رفضت لقاء زوجها فستلعنها الملائكة وأنها وقود جهنم وأكثر أهلها وأن القبر سيستر تسعة أعشار عوراتها وأن فيها الشؤم ونكاحها نوع من الرق وسلوكها أعوج كالضلع الذى خلقت منه، وإياك ومشاورتهن، وهى كالخادم إذا أهنتها أكرمتك... إلى آخر طابور الأفكار التى غُرست فى الأذهان كالوشم، وبعد ذلك تتساءلون: لماذا انزعجت لجنة الخمسين وانزعج المجتمع من أن يمنح العدل للمرأة؟!